كوادر سعودية شابة ... تُنجّز مطار المؤسس الجديد


 

13 نوفمبر 2019

تحرص المملكة العربية السعودية على تطوير الانسان والمكان، وتعمل على بناء المواطن وتطوير قدراته وتمكينه من المساهمة الفاعلة فـي خطوات التنمية الشاملة التي تعيشها المملكة خلال الفترة الحالية، والتي تأتي امتداداً للخطط التنموية الطموحة التي بدأتها المملكة منذ بدايات تأسيسها على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وحتى عهدنا الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-.

وأيماناً من الهيئة العامة للطيران المدني بأهمية التناغم بين تنمية الإنسان والمكان، حرصت خلال إنشائها مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد بمحافظة جدة، الاعتماد على الكفاءات السعودية وتأهيل الكوادر الوطنية بأفضل الأساليب والمعايير.

ويتحدث عدد من المهندسين والمهندسات السعوديين العاملين في مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد، على الأعمال التي قاموا بها في هذا المشروع الضخم الذي يضاف إلى الإنجازات الوطنية التي تسطر بماء من ذهب، ويحكي هذا المشروع قصص كفاح شباب هذا الوطن من مهندسين ومهندسات سطروا قصة نجاحهم الكبيرة في مشروع يعد واحد من أضخم المشاريع التي تقام في المملكة والمنطقة، واستطاعت الهيئة العامة للطيران المدني منذ انطلاقة المشروع على تأهيلهم وتدريبهم بشكل مكثف حرصاً منها على بناء كفاءات هندسية سعودية متمّيزة تساهم بفاعلية في خدمة الهيئة ومشاريعها التنموية التي تنعكس بإيجابية على الاقتصاد الوطني.

وفي البداية تحدث المهندس ربيع عسلي، عن امتنانه وشكره لهيئة الطيران المدني التي منحته فرصة العمل في مشرع كبير يعّد واحدا من أكبر المشاريع الهندسية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وقال علسي "الحمد الله أني كنت من أوائل المهندسين السعوديين الشباب الذين انضموا لمشروع المطار منذ بداية العمل بإنشائه، وكان هناك برنامج تدريبي يضم (50) مهندس سعودي يتم تأهيلهم في مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد، وأشعر بكثير من الفخر والاعتزاز من خلال عملي بمشروع يحمل أسم المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-، وهذا المشروع يعّد بوابة للحرمين الشريفين ومطار محوري يربط الشرق بالغرب ويحمل صالة ضخمة تقدر مساحتها بـ (810) الآلف متر مربع، تقوم بخدمة أكثر من (30) مليون مسافر، ونحن هنا نتحدث عن أرقام كبيرة في هذا المشروع الذي سيكتب في تاريخ المشاريع السعودية".

وأضاف عسلي" لو تحدثنا عن مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد من الجانب التقني فأنا أعتبر هذا المشروع جامعة تجهز كل مهندس للعمل في أي مشروع يخدم المملكة العربية السعودية في المستقبل، ونحن كمهندسين سعوديين شباب وضعنا كل طاقتنا وهممّنا لنجاح هذا المشروع وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات والأطراف التي خدمت وساعدت المشروع وعملنا كفريق عمل واحد".

ونوّه عسلي إلى الخبرات الكبيرة التي خرجوا بها من خلال هذا المشروع كمهندسين سعوديين وقال " نحن اليوم لدينا خبرة إدارية وإشرافيه على المشاريع الهندسية، بالإضافة لخبرة التعامل والتنسيق مع عدة جهات وهذا أمر لا تجده في كثير من المشاريع، ومشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد اكتسبت من خلاله خبرات عملية تعّد بمثابة وسام شرف تضع في السيرة الذاتية لكل مهندس عمله فيه، كما يعّد أكبر تكريم لنا في هذا المشروع هو التشرف بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود –حفظة الله- وتوثيق هذه اللحظة بصورة جماعية معه –أيده الله- يوم افتتاح الصالة رقم (1) بمطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد.

من جهتها، عبرت أول مهندسة معمارية تشارك في مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد المهندسة غيداء الشهري، عن سعادتها وافتخارها بالعمل في هذا المنجز الوطني الضخم، وكونها الأولى التي تشارك في تنفيذ هذا الصرح الوطني الكبير، قالت الشهري" التحقت بالهيئة العامة للطيران المدني ضمن فريق إدارة مشروع تطوير مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد، وكان من مهام عملي بالمشروع الإشراف على أعمال تنفيذ الصالة رقم (1)، وكذلك الإشراف على تنفيذ المساحات التجارية والتي تقدر مساحتها ب 28 ألف متر مربع، بالإضافة إلى الاشراف على أعمال تنفيذ المكتب التنفيذي بالصالة رقم (1) والذي تبلغ مساحته 3400 متر مربع".

وأضافت الشهري، من مهامي كمهندسة مشروع الإشراف على أعمال تنفيذ فندق المطار والذي يحتوي على 120 غرفة وعلى أعمال صالات الاستراحة الخاصة بخطوط الطيران، وقد اكتسبت العديد من المهارات في إدارة المشاريع والعمل ضمن فريق لإيجاد الحلول الفنية وإنجاز العمل بالصورة المطلوبة والوقت المحدد لذلك، كما أفتخر بمشاركتي في إنجاز هذا الصرح الوطني الضخم وأفتخر أيضا بكوني أول مهندسة معمارية سعودية ضمن فريق إدارة المشروع، وخدمة هذا الوطن هو شرف نحمله على صدورنا وهدفنا الأسمى هو الارتقاء بجميع مطارات المملكة العربية السعودية لأفضل وأعلى المستويات العالمية، كما وجهة الشهري رسالة إلى المهندسات السعوديات "المستقبل مشرق ونجاحنا بأيدينا كأعضاء فعالين بالمجتمع ومشاركين في تحقيق رؤية وطننا الغالي".

ومن جانبه، أكد المهندس عبد الرحمن الوافي مهندس إلكترونيات، في مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد الصالة رقم (1)، أنهم حصلوا على دعم واهتمام من كافة المسؤولين في الهيئة العامة للطيران المدني، وأن المسؤولين والقائمين على المشروع منحوهم كشباب سعودي ثقة وصلاحيات كاملة للعمل وتأهيلنا وفق أعلى المعايير العالمية، كما اكتسبنا من خلال هذا المشروع الخبرة العالية التي تؤهلنا للعمل  ككادر هندسي سعودي على الاشراف وإنشاء المطارات، وقال الوافي " حجم المطار يجعل أي شخص يحمل شهادة هندسية يحلم في العمل ضمن مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد، ومن أهدفنا الوظيفية في المطار الاشراف والمتابعة على الأعمال القائمة في المشروع وتنسيق الأعمال مع جميع الجهات العاملة ".

ونوه الوافي إلى حصولهم على دوارات مكثفة تم خلالها تأهيلهم للأشراف على أعمال المطارات وتشغيلها وإدارة المشاريع، وهو ما انعكس على قدراتهم وكفاءتهم لإدارة أي مشروع مستقبلي بالإضافة إلى خبراتهم الكبيرة في مجال الأنظمة الإلكترونية الخاصة بالمطارات التي لا يكمن أن يجدها المهندس إلا في مشاريع معينة مثل مشاريع المطارات.

وتحدث المهندس حسن غواطي، مهندس مدني والذي عمل في مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد منذ عام 2013م، وكان ضمن المهندسين السعوديين التي قامت هيئة الطيران المدني بتجهيزهم في مشروع المطار ضمن برنامج تأهيل الكوادر الهندسية السعودية الشابة، وقال المهندس غواطي" الحمد الله أني تشرفت بالمشاركة في كتابة إنجاز جديد للمملكة العربية السعودية (مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد) هذا الصرح العظيم الذي يعّد تحفه معماريه بارزة وبوابة المملكة إلى العالم، وأعتقد أننا محظوظين بالانضمام والعمل في هذا المشروع الضخم.

وبيّن غواطي أنهم حصلوا على تأهيل متميز ضمن برنامج هندسي متكامل ودورات تدريبية ميدانية مكثفة للمهندسين السعوديين، مشيداً بدور الهيئة العامة للطيران المدني في دعمها واستقطابها للكوادر الهندسية الشابة للعمل في هذا المشروع العملاق.

وأضاف "مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد ليس مشروع صالة مسافرين فقط، إنما هو مشروع متعدد المرافق يشمل محطات كهرباء وتوليد طاقة، وحقل وقود للطائرات وتقنية معلومات، ووسائل نقل من قطارات وباصات وسيارات، ومواقف طائرات وبرج للمراقبة الجوية وأنظمة حديثة استخدمت في المشروع، بالإضافة إلى الصالة رقم (1) التي تعّد فعلاً صالة سفر عملاقة متعددة الطوابق".

صورة ذات علاقة